ما وراء مجموعات واتساب الاخبارية خلال الحرب الأخيرة على لبنان
في زمن الحروب وفي خضمِّ الأزمات، تتحوّل وسائل التواصل الإجتماعيّ إلى ساحات معارك تتضارب فيها المعلومات وتُعدمُ فيها الحقيقة أحيانًا
في خريف عام 2024، شنّ العدو الإسرائيلي حربًا على لبنان، تخلّلها قصف عنيف وهمجي، استهدف مختلف المناطق اللبنانية، ما أسفر عن شهداء وجرحى، وأضرار نفسيّة على المستوى الشعبي، نتيجة القلق والحرب النفسية التي ترافقت مع نيران العدو
وفي خضمّ هذه الأزمة، تحوّل تطبيق "واتساب" من وسيلة تواصل يومية إلى مصدر رئيسي لتلقّي الأخبار، حيث لجأ إليه آلاف اللبنانيين لمتابعة المستجدات لحظة بلحظة
إلّا إنه مع غياب الرقابة وتزايد الضغط النفسي، تحوّل"الواتساب" من مصدر للمعلومة، إلى آداة للتضليل، ففتح بابًا لانتشار المعلومات المضلّلة بسرعة داخل المجموعات الإخبارية، دون أي مراقبة أو محاسبة
عند الحديث عن المعلومات الكاذبة على مواقع التواصل يهمل البعض تطبيق واتساب، ولا يعطونه الأهميّة الكافية
لكن إن دقّقنا أكثر، سنلاحظ أننا أحيانًا،عبر تطبيقات مثل إنستاغرام وفايسبوك وتويتر، نذهب نحن بإرادتنا للخبر ونبحث عنه. أمّا على واتساب فالأمر مختلف. الخبر لا ينتظر أن تبحث عنه بل يصل إليك مباشرة، يتسلل إلى إشعاراتك، ويقتحم يومك دون إستئذان
أينما ذهبت ستجده في كل مكان،في مجموعة العائلة، مجموعة الأصدقاء أو والمجموعات الإخبارية
الخبر هناك لا يهمس، بل يصرخ :"ها أنا هنا، اقرأني،صدّقني فالجميع يتناقلني حتى أقاربُك ومن تثق بهم!"
توضح الدكتورة شيرين زبيب الحاصلةعلى دكتوراه في الإعلام والاتصال ،أن وتيرة الأخبار الكاذبة تتزايد خلال الحروب، وأن أولى ضحايا الحروب هي الحقيقة
يعود ذلك إلى صعوبة قدرة الجمهور على رؤية ما يحدث فعليًّا على الأرض،فغالبًا ما يصل جزء من الحدث فقط،أو روايات غير دقيقة أو حتى أخبار كاذبة بالكامل
التدقيق والتحقق فرضٌ وليس خيار
في هذا السياق، تلعب وسائل الإعلام دورًا محوريًّا، اذ تصبح جزءً من المعركة وتستخدم كأداة داخل الحرب بهدف الترويج لسرديّات معيّنة ودعم جهات محدّدة والتأثير في الرأي العام. هذا الواقع ليست جديدًا ، بل هو نمطٌ متكرّر ظهر في معظم الحروب الكبرى بدءًا من الحرب العالمية الأولى والثانية وصولًا إلى الحروب المعاصرة
وتعتقد أن هذا يعود إلى أمور بارزة ومتعددة أهمها سرعة انتشار الأخبار نتيجة التقدّم التكنولوجي الهائل أدى إلى ازدياد عدد الأخبار الكاذبة بشكلٍ ملحوظ
أولًا: لأننا اليوم نمتلك مساحات أوسع ومنصات أكثر لنشر المعلومات
ثانيًّا:انعدام الثقة بين الجمهور والمؤسسات الإعلامية الكبرى والرسمية، دفع الناس إلى الإعتماد على وسائل بديلة للحصول على الأخبار، ومن بينها تطبيق واتساب
المجموعات المشبوهة خطرٌ حقيقيّ
تشير زبيب أن الإعتماد على واتساب لا يعني أبدًا أن لديه مصداقية أعلى من المؤسسات الإعلامية،بل هو انعكاس لحالة من القلق وعدم الثقة السائدة. وان منصات مثل واتساب وتليغرام تفتقر إلى آليات الرقابة أو الفلترة
أي شخص يمكنه أن يكتب وينشر ما يشاء دون أي ضوابط،وهو ما يجعل هذه المنصة أرضًا خصبة لإنتشار المعلومات غير الدقيقة.وخاصةً خلال الحروب حيث تتزايد بشكل كبير الأخبار المغلوط والكاذبة
يركز هذا الفيديو للدكتور حسين هزيمة على السبب الأساسي أيضًا الذي يجعل منصة واتساب عرضة لانتشار المحتوى الكاذب، وذلك لطبيعتها كمنصة تواصل فوري تفتقر إلى آليات الرقابة والتحكم المتوفرة في منصات أخرى مثل فيسبوك وإنستغرام. كما يوضح الفروق الجوهرية بين أنواع المنصات ودور ذلك في سهولة تداول الأخبار غير الموثوقة أو المحتويات غير الملائمة
في مناطق تعيش على إيقاع الأزمات، لا يكون تداول الأخبار مجرد عادة بل ضرورة يومية نابعة من حاجة ملحّة لمعرفة ما يجري
ُيركّز هذا المقطع للدكتورة شيرين زبيب على الاستخدام المكثّف لتطبيق واتساب في تداول الأخبار، خصوصًا في المجتمعات التي تعيش في ظروف غير مستقرة أو خارجة من أزمات وحروب.كما يتطرّق إلى ظاهرة"الثقة الاجتماعية"، حيث تُمنح المعلومة مصداقية لمجرّد أنها واردة من قريب أو صديق
لفهم خطورة المعلومات المنتشرة في الفضاء الرقمي لا بدّ من التمييز بين الأنواع المختلفة لها وهي تعاريف صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "يونيسكو
:المعلومات الخاطئة Misinformation
معلومات كاذبة وغير حقيقية لكن الشخص الذي ينشرها يظن أنها حقيقية
: المعلومات المضللة Disinformation
المعلومات المفبركة عن عمد بقصد الإضرار المباشر
:المعلومات الضارة Malinformation
معلومات مبنية على جزء من الحقيقة، ومقصود بها الإضرار والإساءة عمدًا بأشخاص أو مؤسسات أو دول معينة
: التزييف العميق،Deep fake
Deep Learning هو استخدام تقنيات الذكاء الصناعي
، وخاصة التعلم العميق,
لإنشاء أو تعديل مقاطع فيديو وصوت،
بحيث تظهر شخصيات مشهورة وكأنها تقول أو تفعل أشياء لم تقم بها أصلًا
لجأت بعض مجموعات واتساب خلال الحرب إلى نشر معلومات كاذبة، سواء عن قصد أو عن غير قصد، وفبركة الأخبار لأهداف متعدّدة، منها إثارة الذعر، أو كسب التفاعل، أو حتى بدافع"النقل السريع"،هذه المجموعات لعبت دورًا سلبيًا في تعزيز حالة القلق ، خصوصًا في ظل غياب الرقابة، وغياب التحقّق من صحّة المعلومات قبل إعادة نشرها
تحوّلت منصة واتساب ومجموعاتها الإخبارية خلال الحرب إلى بوصلة اعلامية يعتمد عليها البعض. فكم هو سهل أن يصل الخبر على طبقٍ من فضة،في رسالة واحدة مليئة بالكذب والتضليل،وكم هو صعب في المقابل على البعض أن يتوقَف، يتحقق من الخبر،ويدقّق ما إذا كان يسير في الإتجاه الصحيح أم أنه في اتجاه خاطىء
:من جهةالناشر، يكون الهدف غالبًا-
السعي وراء الشهرة،
تحقيق أرباح مادية،
أو خدمة أجندات وصراعات سياسية
: منجهةالمتلقّي، فقد يساهم في ترويجها بدافع-
تأييد أفكار أو معتقدات مسبقة،
بثّ نوع من الإيجابية أو الأمل (حتى لو كان زائفًا)،
أو بدافع التخويف
دعوى للمغادرة من المجموعات المشبوهة
لكن مقابل وجود مجموعات "إخبارية" كانت تعتبر منبعًا للأخبار الغير دقيقة والمضللة، سواءً عن قصد أو غير قصد ،برزت جهود واضحة قامت بها بعض الغروبات على واتساب لنشر الوعي الإعلامي وتصحيح الأخبار الكاذبة والتأكيد على أهميّة الفكير النقدي عند تلقّي المعلومات
على سبيل المثال، مجموعة "مجتمع مقاوم" التي يديرها الصحافي أحمد سرحان،المحرّر والكاتب في قناة الميادين، كانت من أبرز هذه المبادرات. فقد عمل سرحان طوال فترة الحرب على تفنيد الأكبار المفبركة وتصحيحها. وما ميّز هذه المجموعة هو أن سرحان لم يكتف بوضع تعليق مثل "خطأ" فقط، بل كان يقدّم تحليلًا مفصّلًا ومنطقيًّا ويشرح الأسباب ويرفق الأدلّة بهدف إقناع المتابعين وتطوير مهاراتهم في التفكير النقدي
في ظلّ الفوضى المعلوماتية وتنامي ظاهرة التضليل، وجد الصحافي أحمد سرحان نفسه أمام مسؤولية مختلفة
انطلاقًا من تجربته كطالب في كلية الصحافة، أنشأ مجموعة واتساب تهدف إلى تقديم محتوى موثوق وتحليلي، لا يكتفي بنقل الخبر، بل يفسّره ويكشف خلفيّته
مجموعة مجتمع مقاوم
في هذا الفيديو، يروي كيف تحوّلت مبادرة فردية إلى مساحة تُعزّز الوعي، وتُسهم في بناء جمهور يُفكّر وينقد بدل أن يُشارك بلا تدقيق
"Citizenأو Journalism، في ظل التحوّلات الرقمية المتسارعة، برز ما يُعرف بـ"صحافة المواطن
حيث أصبح الأفراد العاديون يمتلكون القدرة على نشر الأخبار وتوثيق الأحداث عبر هواتفهم الذكية ومنصات التواصل
ورغم أنّ هذه الظاهرة أضافت بعدًا جديدًا لإيصال المعلومة بسرعة ومن زوايا قد تغيب عن الإعلام التقليدي، إلا أنّها تحمل جانبًا إشكاليًا أيضًا، إذ قد تتحوّل أحيانًا إلى مُغذٍ رئيسي للشائعات والمعلومات الكاذبة، خاصةً حين تتم عبر قنوات مغلقة مثل مجموعات "واتساب" التي تفتقر لأي نوع من الرقابة أو التحقق المهني
في زمن الفوضى المعلوماتية، لم يعُد تأسيس مجموعة إخبارية على واتساب بحاجة إلى أهلية مهنية أو خلفية إعلامية
في هذا الفيديو، ينتقد الصحافي أحمد سرحان ظاهرة إنشاء مجموعات من قِبل غير المختصين، ويتناول خطورة نشر الأخبار دون التحقّق، وتأثير ذلك على المجتمع في ظل الحرب والخوف
فليس كل ما يُقال يُشارك، وليس كل من يُنشئ "مجموعة"هو مصدر ثقة
مع التحولات الرقمية المتسارعة، باتت المؤسسات الإعلامية تبحث عن وسائل جديدة لمواكبة جمهورها وهذا ما دفع بالفترة الأخيرة العديد من المؤساسات الإعلامية بإنشاء قنوات "channels " على الواتساب
تشير زبيب في حديثها عن وجود المؤساسات الإعلامية على الوتساب إلى أن الفكرة الأساسية تكمن في أن المؤسسات الإعلامية الكبرى لم تعد وحدها في الساحة؛ فهناك جهات أخرى باتت تأخذ مكانها.واليوم نعلم أنّ معظم الناس حول العالم يستخدمون تطبيق واتساب ليس فقط للتواصل الشخصي بل أيضًا مصدر للحصول على الأخبار
ولكن لماذا؟ لأن الجمهور في وقتنا الحاضر لا يرغب في البحث عن الخبر نفسه ولا يريد أن يدخل إلى المواقع الإلكترونية أو يتصفح المنصات الإخبارية التقليدية بل أصبح يفضّل أن تصله المعلومات مباشرة وبشكل فوري،إلى هاتفه المحمول
وتؤكد زبيب أنه بات من الضروري أن تكون للمؤسسات الإعلامية وجود فعّال على الوتساب، لأن عليها أن تلاحق جمهورها حيثما وُجد .وجمهورها اليوم بات موجودًا على الوتساب ويتلقى غالبية أخباره من خلاله.فإن لم تلحق هذه المؤسسات جمهورها فإنها ستخسره حتمًا
قناة الجديد، ترتدي حلّة جديدة عبر خاصيّة القنوات على واتساب
التفكير النقدي
يقول مهدي ديراني صحافي ومدقق معلومات في قناة الميادين في حديثه عن التفكير النقدي، أنه بغض النظر عن الأدوات العديدة التي تساعدنا على كشف التضليل والمعلومات الخاطئة،هناك أمر أساسي يبدأ من الشخص نفسه، وهو عملية النقد الذاتي
العين نفسها هي من أبرز وأهم وسائل كشف التضليل،والتفكير والتحليل أمران أساسيان،يجب أن نعتمد عليهما أولًا، قبل اللجوء إلى أي أدوات أخرى. بغض النظر عن الأدوات العديدة التي تساعدنا على كشف التضليل والمعلومات الخاطئة، هناك أمر أساسي يبدأ من الشخص نفسه، وهو عملية النقد الذاتي.يجب أن ننتقد ما نقرأ، ننتقد ما نرى، ونسأل أنفسنا
يشير سرحان إلى أنه خلال الحرب انتشرت أخبار تحمل عناوين مثل "إعلام العدو"و"يديعوت أجرنوت"، وغيرها من الأخبار المنسوبة إلى الإعلام العبري، وللأسف، فإن فبركة مثل هكذا أخبار أمرٌ سهل، وغالبًا ما تستخدم بهدف نشر الخوف والرعب في نفوس المواطنين
يوضح سرحان أن الناس يشاركون في الحرب النفسية التي تشن عليهم
."فمثلًا، قد تصلهم رسالة مفادها أن"نتنياهو يريد قصف بيروت اليوم وتحويلها إلى جحيم
،يرى أحدهم هذا الخبر فيرسله إلى مجموعة عائلته
ويسأل:هل هذا الخبر صحيح؟
.غالبًا ما يكون السؤال نابعًا من الرغبة في التحقق,لنفترض حسن النية، وأنه يسأل عن صحة الخبر
لكن سرعان ما يُعاد إرسال الخبر من مجموعة العائلة إلى أصدقاء آخرين، وتنتقل الرسالة وتتوسع، حتى تتحول إلى حقيقة متداولة
“نتنياهو سيحوّل بيروت إلى جحيم، حسب قناة 13 العبرية”
!وما أسهل كتابة عبارة “قناة 13 العبرية” على لوحة المفاتيح
:يمكن لأي شخص أن يختلق ما يشاء وينسبه إلى القناة، مثل
“قناة 13 العبرية: نتنياهو على شاطئ حيفا يهدد”
لذلك، من الضروري أن يكون الإنسان واعيًا بأن التحقق من صحة الأخبار ليس بالأمر الصعب أيضًا
فكما يسهل كتابة "قناة 13 العبرية"، يسهل الدخول إلى الموقع الرسمي للقناة أو حسابها على تويتر للتأكد من صحة الخبر قبل نشره
ما أسهل أن يكتب أحدهم "إعلام العدو"
يضيف سرحان، بتعبيره الخاص "هناك أجراس إنذار تدفعنا للتوقّف والتفكير عند رؤية أي خبر" قبل نشره وتصديقه
جرس إنذار الأوّل : الأخطاء الإملائية
فعند رؤية أي خبر منسوب إلى مصدر رسمي ويحتوي على أخطاء إملائية، يجب أن نضع علامات سؤال كثيرة. فلا يمكن لخبر صادر عن مصدر رسمي موثوق أن يحتوي على أخطاء الإملائية الّا في الحالات النادرة
جرس الإنذار الأول: أخطاء إملائية
"forwarded many times" جرس الإنذار الثاني:هو ظهور جملة
،هي دليل أن الخبر انتشر بشكل واسع. قد يكون صحيحًا،وهذه ليست قاعدة ثابتة، لكن في كثير من الأحيان تكون الأخبار الخاطئة مرفقة بهذه الجملة وتم تناقلها كثيرَا لأنها مثيرة للجدل
جرس الإنذار الثاني: forwarded many times
جرس الإنذار الثالث: هو عدم وجود مصدر والإكتفاء بقول مثلًا "أشارت مصادر خاصة" دون تحديد جهة رسمية أو شخص معيّن، فهنا يجب التوقّف والتساؤل عن مصدر الخبر
جرس الإنذار الرابع: استخدام كلمات مثل "كارثة" "احذروااا"أصبح شائعًا لجذب الإنتباه، خاصة عند إرفاقها برموز تعبيرية"emojis" مثل "صواريخ" أو "نقاط حمراء".هذه الأساليب تهدف غالبًا لجذب الإنتباه أكثر من نقل الحقيقة
أمّا الجرس الخامس فهو الأخبار الغير المنطقية، فالمنطق هو الأساس وتفعيل"زر المنطق"عند قراءة أي خبر هو أمرٌ ضروريّ. إذا بدا الخبرُ غير منطقيّ فهذه إشارة تحذيرية واضحة إلى أنه قد يكون كاذب
يضيف سرحان، أن لا توجد قواعد ثابتة; فقد يكون الخبر صحيحًا، ومرفق بعاجل أو رموز تعبيرية، أو عن طريق الخطأ هناك خطأ إملائي وإلخ.. لكن هذه الأساليب استخدمت كثيرًا خلال الحرب وغالبًا ما رافقت أخبارًا كاذبة. وربما تعد مؤشرًا واضحًا شاهدًا عليها يدفعنا التوقف والبحث أكثر،
جرس الإنذار الرابع: لا يوجد منطق
العلامة الزرقاء ليست دليلًا على الثقة
لم تعد العلامة الزرقاء معيارًا للموثوقية، ولم يعد كل من يدفع اشتراكًا مصدرًا رسميًا
في هذا الفيديو، يسلّط سرحان الضوء على خطورة الاعتماد الأعمى على الحسابات الموثّقة، ويشرح أهمية التحقّق من الأخبار عبر المقاطعة بين المصادر، لتجنّب الوقوع في فخّ التضليل
الحماس في الحرب
يقول سرحان، يدفع الحماس البعض خلال الحرب أحيانًا إلى إختلاق إنتصارات وهميّة للمقاومة، كما حدث عند ظهور خبر احتجاز أسرى اسرائليين. لكن حين يتبيّن أن هذه الإنتصارات لا أساس لها من صحة، يشعر من صدّقها دون تحقّق بخيبة أمل وربّما باليأس أيضًا. ويكمل "يظنّ البعض أن بهذه الطريقة يرفع من المعنويات، لكنه في الواقع يفعل العكس حين تظهر الحقيقة.ولم تكن المقاومة أصلًا بحاجة لإنتصاراتٍ واهمة"
لسنا بحاجة لانتصارات وهميّة
ويضيف أيضاً ، أن هناك محطات إخبارية عبر حساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي، كانت تفضل وضع عناوين تهويلية، بدلًا من عرض الحقيقة كاملة وغير مجتزأة وذلك بهدف الربح والحصول على المال وكسب المشاهدات طبعًا
يضيف سرحان, هنا تجدر الإشارة إلى أمر في غاية الأهمية بخصوص أفيخاي أدرعي. نعم لقد لقد أُجبرنا على متابعته. أُرغمنا على زيارة صفحته باستمرار، لأنّه كان ينشر إنذارات متعلقة بالحرب. وكان من الضروري أن نتابع هذه الإنذارات من أجل الحفاظ على سلامتنا
لكن في الوقت نفسه، فُرضت علينا متابعة شخصية تمثّل العدو، وربما يكون لهذه المتابعة أهداف خفيةقد تُكشف لاحقًا.فمثلًا، أفيخاي نشر في السابق معلومات مضلّلة، كالتقرير الذي زُعم أنه صادر عنمستشفى الساحل، والذي تبيّن لاحقًا أنه قديم أو غير دقيق. وربما يُعاد نشر تقارير مشابهة تتعلق بمستشفيات أو مواقع أخرى، كما حدث في سنوات سابقة حين تم تداول معلومات عن منشآت فيالأوزاعي وغيرها
وهكذا، وجد الناس أنفسهم، دون وعي، يصدقون أفيخاي، ويصدقون سردية العدو. المشكلة تكمن فيأن البعض لم يعمل بما يكفي على تطوير وعيه الإعلامي، ولم يحصّن نفسه ضد التضليل. وقد آن الأوان لنستفيق
يشير ديراني الى أن في فترة الحرب، كانت تنتشر معلومات ضارة مبنية على جزء من الحقيقة، مثلالصور التي تظهر أن المطار مكتظ، وهذا جزء منها صحيح،لكن الجزء الآخر يهدف إلى الإساءة وتشويه الصورة العامة،مما يزيد من الخوف والذعر في لبنان
كما تنتشر معلومات خاطئة وكاذبة، مثل مقاطع الفيديو التي يدعي ناشروها أنها من أحداثمعينة،ولكنها في الحقيقة فيديوهات قديمة يتم إعادة نشرها،وهذا يحدث أحيانًا من دون نيةسيئة،بل بسبب غياب وجود مصور على الأرض، فيستخدم البعض فيديو أرشيفي دون الإشارة إلىذلك،فينتشر الفيديو بسرعة، دون قصد الإضرار
على الجانب الآخر، ينشر الطرف الإسرائيلي معلومات ضارة هدفها الإساءة،ويعتمد في ذلك على فيديوهات حقيقية لإضفاء مصداقية على روايته، وكان أفيخاي أدرعي جزءًا من هذه العملية التسويقية
تشكّل الرسائل الصوتية (الفويس) في تطبيق واتساب أيضًا وسيلة فعّالة للتأثير على الرأي العام، خصوصًا في أوقات الحرب. فهي تُستخدم لنقل معلومات غير موثقة بطريقة تبدو واقعية، ما يمنحها مصداقية زائفة ويُسهّل انتشارها بين المستخدمين. تتحدث زبيب في هذا السياق عن ثلاث استراتيجيات رئيسية تُستخدم عبر الرسائل الصوتية (الفويس) لنشر المعلومات المضلّلة
تشير زيبيب أن هناك مجموعة من الأسئلة يجب طرحها على أنفسنا عند رؤية أي خبر، وهذه الأسئلة كفيلة بأن تساعدنا بأن نتجنّب الوقوع بفخ الأخبار الكاذبة
من وأين؟من كتب هذا هذا الخبر؟ ما هو المصدر لهذا الخبر؟هل سأجد هذا الخبر في مكان آخر؟لأن هذا الأمر يرفع من مصداقية الخبر.اذا لم يكن هناك سوى مصدر واحد يتحدث عنه، لكن توجد عدة مؤسسات إعلامية تتناول نفس الموضوع،فهذا يعني أنه يمكنني تصديقه أكثر من غيره
متى؟ هل الخبر قديم أم جديد؟ لأن في كثير من الأحيان يكون الخبر قديمًا، لكن يتم عرضه وكأنه جديد
لماذا؟ لماذا نشر هذا الخبر؟ ما الهدف من ورائه؟ هل هناك غاية؟ التفكير في الدوافع أمرٌ أساسيّ
كيف تم تقديم الخبر؟ هل فيه نوع من المبالغة؟ الأسلوب المستخدم يكشف الكثير من الأسرار
هذه أسئلة يجب أن أطرحها قبل أن أقوم بأي شيء، حتى قبل أن أصدق الخبر، وقبل أن أنشره.فنحن كثيرًا ما نقرأ شيئًا ونبادر بمشاركته دون تحقق،وهذا هو الخطأ
دوات تحليل الصورة في عملية البحث العكسي:
إذا كان لدينا صورة ما، يمكننا اللجوء إلى عملية البحث العكسي، وهي البحث عن أول مرة نُشرت فيها الصورة،وأي موقع نشرها أولًا.
هذا عمل بحثي عكسي يساعدنا على كشف مصدر الصورة ومن بدأ في التضليل.
للبحث العكسي بطريقة متقدمة، نستخدم أداة TinEye،التي تساعدنا في معرفة من نشر الصورة أولًا، وموقع النشر،وتحت أي عنوان تم استخدامها.
تحليل الصورة من خلال البحث المتقدم: البحث المتقدّم فهو يتيح لنا إمكانية تحديد وقت نشر الصورة بدقة،كالسنة أو حتى الساعة،مما يساعدنا في الحصول على أحدث وأبرز النتائج.
محركات البحث مثل Google
Images تُعد من الأدوات المهمة لتعقب الصور والفيديوهات،
فنقوم بعمل لقطة شاشة للصورة، ثم نبدأ عملية التعقّب.
Google
images وهو محرك روسي يشبه Yandex هناك أيضًا محرك البحث
من حيث الوظيفة.تجدر الإشارة إلى أن بعض الدول،لديها محركات بحث خاصة بها ومحليّة، بينما “Yandex” حيث تعتمد روسيا على،
"Beidou" تعتمد الصين على
وذلك ضمن إطار حماية الأمن القومي والسيطرة على
تدفّق المعلومات عبر الإنترنت داخل حدود تلك الدول
محرّك روسي يتقنYandex البحث المتقدم عن حقيقة الصور
:أدوات تحليل الفيديو
لدينا أداة التي تمكننا من التحقق من InVID
الفيديوهات،حيث تقوم بتقطيع الفيديو إلى إطارات (Frames)،
ونحلل كل إطار على حدة،
ونسعى لتحديد مكان وجود أي تضليل في أي إطار أو جزء من
الفيديو.مثلاً، في بعض الفيديوهات، قد نجد بناية بارزة،وإذا علمنا أن هذه البناية غير موجودة في الهندسة المعروفة لبلد مثل لبنان،
يمكننا البحث عن مكان وجود هذه البناية في دول أخرى،وبذلك نتمكن من معرفة مصدر الفيديو الحقيقي بعد مقارنته مع صور جوية حقيقية
يشير ديراني إلى أن بعض الجهات بدأت تمارس ضغواطًا لمحاربة مدفقى المعلومات والحدّ من تأثيرهم. ويضيف أن بعض المؤسسات الغربية كانت تقدّم منحًا وتمويلات لمدققي المعلومات، إلّا أن الإدارة الأمريكية الجديدة أوقفت هذا الدعم،مما أدى إلى تقليل الدعم لهذه المبادرات وتراجع التمويل
الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل هو ساحة معركة تؤثر على حياتنا وأمننا واستقرارنا
في هذا السياق، يشاركنا الصحفي أحمد سرحان رسالته المهمة التي تحثنا على إدراك حجم الخطر الذي نعيشه اليوم، وأهمية التمييز بين المصادر الموثوقة والمضللة، ودور كل منا في رفع مستوى الوعي لدى المحيطين به، خصوصًا في ظل واقعنا الحساس
يبقى الريهان الأكبر اليوم على الأفراد، على كلِّ منّا، أن يتحمّل مسؤوليته الإعلامية. وأن يأسل،يشكك،ويتأكد. مستقبل الوعي الإعلامى يبدأ منا، من قرار اتنا اليوميّة، من ضغطة "forward"، ما إذا كنا نمارسها بوعي أو غير وعي
لعل هذه الحرب كانت جرس إنذار لنا جميعًا، بأن نتحقق مرّة وإثنين وثلاث من أي خبر قد يصلنا، حتى لو كان من مصدر يقال أنه موثوق، التحقّق هو فرضٌ وواجب وليس خيار. فليكن مشروعنا اليوم وغدًا هو تحصين مجتمعنا وأنفسنا ضد المعلومات الكاذبة.
أخبار تهويلية خاطئة
أخبار تفاؤلية خاطئة
خبر خاطىء, يزعم أنه صادر عن مؤسسة قرض الحسن والخط غير رسمي
أخبار خاظئة حتى في وقت المجازر